انهيت القراءة ووجدتنى ابكى على من ظلمناه جميعا انه الدكتور : نظمى لوقا استاذ الفلسفة , الذى تجرأ على نهج الكراهية المعتادة التى يحبها الجميع , وكتب كتابه الجميل (محمد الرسالة والرسول ) وعندها قامت الدنيا ولم تقعد , اصابته كراهية المسيحيين معتبرينه سبة فى جبين المسيحية , ثم اصابته كراهية المسلمين ايضا لانه لم يدخل الاسلام !!!
وكأن الكراهية قدر لمن يحاول ان ينادى بالحب بين خلق الله , يسارع الجميع الى صب غضبهم عليه , اننى كثيرا ما اتندر قائلة : اعتقد ان هناك من يسعده الحديث عن النار اكثر من الحديث عن الجنة , حيث انه يحب ان يرى فيها اعدائه ,اكثر ربما من رغبته فى نعيم الجنة !!
المهم الكتاب اصدره الصحفى محمد الباز وعمل له دراسة قيمة ,ثم عرض النص الكامل للكتاب , وهو كتاب رائع تتعجب فيه كيف يتجرد انسان من انسياقه الطبيعى خلف وحهة نظره الشخصية ووفق ما نشأ عليه وما يحيط به من كل جانب , كيف يتحدث بكل الحب عن الرسول عليه الصلاة والسلام برغم انه يعلن تمسكه بمسيحيته !!! وهو نفسه اعلن السر حيث انه تعلم البلاغة على يد شيخ جليل حفظه القرآن وعلمه ان الانسان يجب ان ينتمى للانسانية ويجب ان يحاول ان يوفق بين قلوب عباد الله وكان هذا الشيخ يعمق لديه ان الله سبحانه انزل الانبياء بنفس المنهج الاخلاقى .
اول اصدار للكتاب كانت فى عام 59 ولم يصدر بعد ذلك برغم كثرة المحاولات وهذا لان د.نظمى وجد ان كتابه لم يقرب الخلق كما تمنى ولم يجمعهم على الخير كما تصور واراد ولكن كتابه اصبح موضع قلق وخلاف حيث رفضه المسلمين لان مؤلفه لم يعلن اسلامه ورقضه بالطبع المسيحيين لانه يشيد بالرسول الكريم ويشيد بالدين الاسلامى .
وانتهى الامر بالكاتب الى انه عند وفاته رفضوا الصلاة عليه فى الكنيسة .
وقالوا كيف نصلى عليه بعد كتابه وحتى الدفن احتاروا فيه فبين قائل لقد كان مسلم يخفى اسلامه ,وبين من قال لقد كان متمسكا بالمسيحية لاخر لحظات عمره , وهكذا انتهى به المقام الى مدافن الاقباط.
رحمه الله لقد احب الرسول والاسلام واحب ان يعرف اهله بقيمة التفهم الجميل بين اهل الديانات وقيمة الاعتراف بفضائل الاخرين بدون غضاضة او ارتباك ولكن لم تستوعب القلوب ولا العقول محاولته النبيلة .
يا ارحم الراحمين يكفيه انت سبحانك لانك وحدك الحكم العدل , ولو تقولوا عليه كل الاقاويل فسبحانك وحدك العالم بنيته وبمأله .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل