بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله خالق الايام والشهور والاعوام نحمده تبارك وتعالى حمد الحامدين ونشكره عز وجل شكر العارفين ونتوب اليه توبة الصادقين المخلصين
اخوانى واخواتى فى منتدانا العريق
العيد
يوم بر ونعمه وسلامه ورحمه
فى ذلك اليوم يحمد المسلمون ربهم الذى هداهم للإسلام
ويشكرونه عز وجل على توفيقه إياهم لإتمام فريضة الصيام
وينفقون فيه مما انعم الله عليهم على انفسهم واهليهم والمحتاجين منهم؟
ويسعون الى نشر السرور بينهم وهم يغدون ويروحون فى مظاهر النعيم
إخوانى واخواتى
إن العيد شرع ليجدد المسلمون فيه عهدهم
عهد الصفا والنقاء صفاء النفس و نقاء الروح
والأيخاء
فلا يليق فيه الخصام والحقد والإيذاء
ولقد كان سلفنا الصالح يتصافحون يوم العيد ويحيى بعضهم بعضا ويتبادلون التهانى فى سرور وانشراح صدر
وكانوا سمحاء اهل تعاطف وتواد وتزاور؟
وكانوا فى دينهم اقوياء لا يميلون مع باطل ولا يستبيحون الرزائل والمنكرات فليتنا مثلهم
والذى يليق بالمسلمين فى يوم عيدهم أن يبروا الأباء والأمهات وأن يحسنوا الى الفقراء ويصلوا الأرحام ويواسوا الأرامل والأيتام والمساكين؟
إن العيد يوم عظيم؟
فيه من المكارم والمزايا والمحامد ما يجعله كذلك؟
وكلمة العيد؟ كلمه جميله عذبه رقيقه تملأ النفوس أنسا وبهجه؟
العيد كلمه تذكر الغريب بوطنه والوحيد بإسرته
والسجين بأهله وذويه؟
كلمه تذكر المريض بصحته والعاجز بقدرته
والضعيف بقوته والشيخ الهرم بشبابه وصباه
العيد كلمه تذكر الفقير بحاجته والمسكين بذلته
والمكروب بأزمته والجائع العريان بأقدس ضروريات الحياه؟
العيد كلمه تذكر اليتيم بأبيه والأخ بأخيه والعزيز بناديه والمتهم بقاضيه
العيد كلمه ؟ تذكر الأرمله بزوجها والثكلى بولدها
فإلى اى حد يا ترى آثرت فينا هذه الكلمه والى اى مدى بلغت من قلوبنا؟
هل فهمنا ما فيها من معانى وبريق؟
ام هى عندنا كغيرها من الكلمات الجافه الجامده
هذا سؤال يجب ان نوجهه إلى انفسنا فى يوم العيد ونريد الإجابه عليه اجابه صحيحه
وألجواب على هذا السؤال يتعلق بصحة صيامنا فى رمضان والصيام فى رمضان دواء سماوى مجرب وعلاج ربانى مفيد طالما أبرأ نفوسا من امراضها وعلاج ارواحا من عللها
وكم هذب من اخلاق كانت شاذه وكم اثلج من صدور كانت حاقده؟
فهل أفادنا رمضان شىء من هذا؟
ام كان عندنا كغيره من الشهور نتزود فيه بكل انواع المتع؟
إذا كان رمضان من هذا النوع فلابد وان يكون العيد كذلك موسم للطعام والشراب وميدان للتظاهر والرياء
وسوف يحرص كل واحد منا ان يظهر للناس نعمته إذا كان هذا هو رمضان بالنسبة لنا فاى ثمره جناهاألإسلام من وراء الصيام ومن وراء هذا الشهر العظيم؟
وإذا كنا نقول أنه لا قيمة لشجر لا يثمر ولا لدواء لا يحسم ولا لعلاج لا يفيد؟
فكذلك لا قيمة لرمضان لا يعالج النفوس ولا يهذب الارواح؟
نحن لا نقول ان التمتع حرام او محظور فى رمضان او فى العيد؟
ولكننا نقول إن ألإسراف فى جانب واحد محظور كل الحظر؟
فلا ينبغى لإنسان أن يغدق على نفسه كل انواع المتع والملزات وله رحم مقطوعه او اخت محرومه أو قريب بائس أو جار محتاج ؟
ما دام الله قد شرع الصيام لهذه ألأغراض وما دمنا نسعى الى رضاء الله عز وجل والى الجنه من وراء الصيام والقيام؟
فإن أول هدف من وراء ذلك هو ان نداوى النفوس الجريحه ونجبر القلوب الكسيره ونكف الدموع الساخنه ونواسى الأسر الفقيره ونمسح على الرؤوس اليتيمه ونحسن الى كل فقير ومسكين؟
فهل حققنا من ذلك شىء؟
اخوانى وأخواتى ؟
ليس العيد لمن تزود بطيب المطعوم وهو من زاد التقوى محروم( وتزودوا إن خير الزاد التقوى)
وليس العيد لمن لبس الجديد وهو عارٍ منلبس التوحيد؟
وليس العيد لحسود ولا لحقود ولا لنمام ولا لمغتاب ولا لظالم ولا لغشاش ولا لخائن ولا لكذاب ولا لمن يؤذى الناس ويتطاول على من سواه ولا لمن قطع رحمه وعق امه واباه
إنما العيد لمن عمل لأخرته ولم ينسى نصسبه من دنياه فعلينا ان ننتبه لذلك
روى الطبرانى عن سعد الأنصارى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إذا كان يوم عيد الفطر وقفت الملائكه على ابواب الطرق ينادون بصوت مسموع يا معشر المسلمين يامن اكملوا العده وكبروا الله على ما هداهم
اغدوا الى رب كريم يأمر بالخير ويثيب عليه الأجر الكثير لقد امرتم بصيام النهار فصمتم وبقيام الليل فقمتم واطعتم ربكم فاقبضوا جوائزكم
فإذا ما استجاب المسلمون وخرجوا الى صلاة العيد ينادى الله فى عليائه على ملائكته الكرام
ويقول يا ملائكتى ما جزاء عبد وفى عمله
فيقولون يا ربنا جزاؤه ان يوفى اجره فيقول تبارك وتعالى اشهدكم يا ملائكتى أنى قد جعلت ثواب صيامهم رمضان رضائى ومغفرتى
ثم يقول يا عبادى وعزتى وجلالى لأسترن عليكم عثراتكم ما راقبتمونى وعزتى وجلالى لا تسألونى اليوم حاجه فى جمعكم هذا لأخرتكم إلا اعطيتكم ولا لدنياكم الا نظرت لكم فيه
أفيضوا عبادى مغفورا لكم فقد ارضيتمونى ورضيت عنكم)
الله أسأل أن يوفقنا الى مرضاته وان يتقبل من الصيام والقيم وصالح الاعمال
وكل عام وانتم بخير وجميع المسلمين