سيدى القاضى....
سيدى القاضى...
والسادة الحاضرون...
لديكم الأوراق الكاذبة...
والشهود الضاحكة...
والخوابى الفارغة...
لكنكم أولياء القرار..
اذا سمعتم النادرة...
أو أمليت عليكم..
القصة الباكية...
أمامكم عاشق...
ألقته أقداره...
فى أزمان ماضية...
وألقاه اليم ...
فى ضفة نائية...
لم يبعد أنظاره...
ولم ينم يوما...
شريد الدار القاسية...
*****.....****
ولدى...ولدى...
انك ماهر الحديث...
ورائع الخطاب...
ولكنك مدان...
وفى يديك الغلال..
لقد مشيت مرارا...
والرفاق تناديك..
بورود الدغال..
ولقاء شمس...
وكتابة الحروف..
على وهم الرمال..
يا من يناديك الثيماء..
ويبكى عليك الملوان..
وتشتاق فى ساحة القضاء..
لطيب المنادل...
*****.....****
سيدى القاضى...
أنا برىءمن هذا وذاك...
لم أفعل الا أن جلست...
الليالى على الوفاق...
لم أفعل الا العهد...
وتنفيذ الميثاق...
كنت متهم فعلا...
وكنت مريض الشوق..
ذات يوم -سيدى-....
تلقيت رسالة...
ليست قصيرة..
كانت كلماتها وحروفها..
كالزهور الجميلة...
انتابتنى رغبة الذهاب...
كان ذاك اليوم يبدو ...
من أيام التاريخ المنتظرة...
طرحت المعطف على كتفى..
وألقيت الرسالة فى طياتى...
أحلم باللقاء...
وأعيش وهما..
أرجو الساعة...
وأخاف الساعة....
وفى كل حال رحلت..
رحلت ومعى ورود المنى..
وفى نحوى الطويل..
تأملت مليا ومليا...
الى حدائق الجلسان...
الى رياحين شرفتى..
والى حمامى الزاجل..
صاحب رسالة الرحيل..
سيدى القاضى...
لقد رحلت عن وطن...
وسافرت وطن ليس وطنا...
فبأى حكم تريد الحكم...
لو أردت الحكم ..
اسأل الطير المهاجر..
واسأل فساقى الأندلس...
واسأل الشجر الباكى...
واسأل الأطفال المنتظرة..
لموعد رؤية الهلال..
انظروا الى الشفق..
والى لون الأصيل المغيم ..
....*****.......
وجدت نفسى مبحرا...
ورأيت زورقا مغادرا...
جلست انتظر جزيرتها...
ظنت انهامجهولة...
وعندما أشرفت مشارفها...
وجدت الأشجار العالية...
رايت زأبيل...
ترصد القصر...
انتظروا الجزء الثانى قريبا***