يـدي فــوق قلبــي !!
( هذا المقال للكاتب السوداني / عمر عيسي محمد أحمد )
قد تعمقوا في المكر .. وأسرعوا الخطى .. وأصبح البون شاسعاً بين من تمكنوا من رسن الحقائق العلمية .. وبين آخرين هم في الدرك الأسفل من سلم المعرفة .. آخرين في أيديهم شئون المعرفة وهم في أنفسهم في حاجة إلى المعرفة .. هؤلاء أورثوا مقاليد التقدم والعلم لمن هم أهل لها .. فصارت خطواتهم واثقة ومتمكنة ووصلوا الآفاق .. ونحن أمكنا مقاليد الأمور لمن هم أهل الجاه والسلطة وأهل الوساطة .. لا يوجد اليوم وجه مقارنة بين الدول التي قفزت قفزات كبيرة في المجالات العلمية والتكنولوجية .. وبين دول ما زالت في قائمة الذيلية .. عالم وصل في مجالات التقنيات الحديثة إلى مجاهل يقف العقل معها عاجزاً .. والكرة الأرضية أصبحت بين أيديهم بكل بوصة وسنتي .. في أجزاء من الثانية تقف أمامك على الشاشة أية بقعة من الأرض بكل التفاصيل التي عليها .. ثم هناك الخيارات المذهلة لتختار الموقع أو الاتجاهات .. أو الإشارة إلى موقع قدمك من الكرة الأرضية .. أو التكبير أو التصغير أو التجسيم الثلاثي .. أو الأبعاد بالألوان الطبيعية .. وتلك هي المعلومات التي سمحوا لنا بها .. فما بالكم بتلك المعلومات الخطيرة التي تحتفظ بها المحافل العسكرية ومواقع المعلومات السرية !! .. فنحن والكثير من دول العالم أصبحنا مرغمين تحت سيطرة مجاهر تلك الدول المتقدمة تكنولوجياً وتقنياً .. وفرص اللحاق بهم علمياً أصبحت شبه مستحيلة ..لأنهم يتقدمون علينا حالياً بسرعات هي خرجت عن مقدراتنا ومجاراتنا لها .. ثم هناك مفارقة قد تكون مدبرة أو مخططة .. فنرى دول بجنوب شرق آسيا هي كانت معنا في محنة التأخر والحبو مثل السلحفاة .. ولكنها بقدرة قادر فجأة أصبحت في ركب الدول المتقدمة تكنولوجياً .. فنرى معظم التقنيات الإلكترونية تصنع لديهم وتطور مواكباً تلك الراكضة بدول أوروبا وأمريكا .. فهناك ظلامية وضبابية وتباطؤ شديد علمياً وتكنلوجياً في معظم أو كل الدول العربية .. ولا ينحصر الأمر في المقدرة العقلية أوالإنتاجية .. ولكن حتى في مسايرة العالم في استخدام المتوفر في الأسواق منها فنحن عاجزون ونعاني من الجهل .. معظم الدول العربية تظن وتعتقد أن أجواءها محمية من الدخلاء ومحمية من أعين الرقابة .. وخاصة وذلك الظن متوفر لدى شعوبها التي ما زالت تعيش في الأوهام .. بينما قد يعلم بعض المسئولين بحقائق الأمور وخفاياها .. فإذا كانت الأجواء غير محمية فمن خطل القول أن نقول أن معظم أراضي الدول العربية متاحة على الأقل في أطرافها وصحاريها لدفن النفايات أي كان نوعها ( نووية أو جرثومية ) .. وناهيك عن بحارها ومحيطاتها .. فنحن ليست لدينا المقدرة في ملاحقة المجريات علمياً أو أمنياً .. إلا أن تأتي الشفقة من أهل المقدرة والتكنولوجيا أنفسهم .. النيازك وبعض الأجرام السماوية الصغيرة وهي بالملايين بعضها يصطدم بالأرض ومنذ أن بدأت مجريات الكون .. وتقع حيث تقع .. ولكن اليوم عندما يقع أي جرم سماوي في أية بقعة عربية أو غير عربية هناك من يأتي من أهل التكنولوجيا ليشير لنا بالسنتي والملي كل التفاصيل .. الموقع بدقة تفوق كل شئ .. وكتلة الجرم ونوع المادة المكون منها .. ووقت الاصطدام بالأرض بالدقيقة والثانية .. وتلك مجريات لا تعني لنا الكثير .. ولكن عندما يصل الأمر بأن أقمار التجسس أصبحت في غرف نومنا .. وأننا ننوم ونقوم ونلبس ونخلع تحت رقابة الكاميرات فتلك هي المصيبة الكبرى .. وقد بلغ السيل الزبى .. ثم في مجال الشبكة العنكبوتية هناك المواقع القذرة التي تتفوق يومياً .. وتكسر الحواجز الأمنية المفروضة من سلطات الدول العربية والإقليمية .. فتطل القاذورات رغم كل الرقابة وفجأة .. مما يعني أن تلك المواقع المحجوبة أصبحت أعدادها بمئات الألوف .. وأنها تفوق أنظمة الرقابة المحلية تكنولوجياً وعددياً .. فأصبحت قادرة على المقاومة وبشدة .. وقد يصر البعض بأننا أيضاً لنا مقدراتنا الذاتية في تتبع الأمور .. ولكن ذلك فقط من قبيل التبرير وليس من قبيل صدق التحرير .

( هذا المقال للكاتب السوداني / عمر عيسي محمد أحمد )