صالح منتخب التانجو الأرجنتيني جماهيره العريضة عندما هزم كوستاريكا بثلاثية نظيفة مستحقة تعاقب على تسجيلها الهداف الخطر اجويرو في مناسبتين (45)و(53) واخيراً نجم ريال مدريد الجناح الطائر أنخيل دي ماريا في الدقيقة(63) بعد عرض قوي وأداء جماعي متقن أعاد الارجنتنيون لنا خلاله صورة البطل التي توارت مؤقتاً عن أنظار عشاقهم المخلصين.
لعب المدرب الأرجنتيني سيرجيو باتيستا بنظام لعب(4-2-3-1) مع أحداث تغيير في مركز اللاعب كاجو الذي حل بديلاً عن اللاعب بانجيا مكونة من(روميرو، زانيتي، ميليتو، بورديسو، زاباليتا، ماسكيرانو، جاجو، ميسي، اويرو، هيجوين، دي ماريا.
في حين دشن الكوستاريكي ريكاردو لافولبي اللقاء بنظام لعب(5-4-1)وبتشكيلة مؤلفة من(موريرا،أكوستا، سالفاتيررا، كالفو؛ دوارتي ، ليال، مورا؛ كيوبيرو، مادريجال؛ مارتينيز، وكامبل) وهو تشكيل لعب مغاير للذي لعب به أمام كولومبيا وكان بطريقة (3-5-2) قاصداً به تأمين زيادةعددية ورص الدفاع أمام مهاجمي الأرجنتين في الثلث الدفاعي لملعبهم .
وتمكن المدرب سيرجيو باتيستا في هذه المنازلة الكروية من توظيف نجوم منتخب بلاده بطريقة تتلائم مع خصائصهم الفنية حيث عالج بذكاء مشكلة تجهيز الكرات السهلة لميسي وتحريره من الرقابة وإعطاء الفرصة لهذا الساحر للتحرك في كل أرجاء الملعب واستلام الكرات في الفراغ وبالفعل أفلح كثيراً عندما أشرك لاعب وسط الارتكاز كاجو الذي كان شعلة من النشاط وترك مسألة تأمين العمق الدفاعي ومعالجة الثغرات لزميله القائد (ماسكيرانو) الذي كان "بيضة القبان" مابين كفتي الدفاع والهجوم الأرجنتين إذ لعب أمام رباعي خط الدفاعي وكذلك مسانداً في الهجوم في حين بدت نزعة كاجو الهجومية واضحة على أداءه وخصوصا ذلك الدور الذي لعبه في مساندة اجويرو على جهة اليسار التي كانت شعلة من النشاط على مدار شوطي المباراة وأيضا وفر لميسي إسنادا غزيراً عندما تكون الكرة بحوزة هذا الساحر.
والملاحظ على أداء الفريق الأرجنتيني في هذه المباراة إن رباعي الهجوم أكثروا من تغيير مراكزهم خصوصا ما بين هيجوين واجويرو، ودي ماريا وهيجوين، مع تقدم ملحوظ لماسكيرانو في خط الوسط لعمل الزيادة العديدية مع كاجو وهيجوين وإطلاق العنان لميسي في فتح الفراغات والثغرات في الدفاع الكوستاريكي، إضافة إلى ان الظهيرين زانتني على اليسار وزابالاتا على اليمين كانا يتبادلان في مركزيهما انسجاماً مع توجيهات المدرب في حين تكتل الفريق الكوستاريكي بشكل مبالغ فيه ، طمعاً للحد من الضغط المتواصل والحيازة المطلقة لأصحاب الأرض الذين تسيدوا معظم أوقات المباراة وبشكل مطلق بفضل مهاراتهم الفنية العالية في التحرك وتدوير الكرات والانتقال السلس وهذا ما ترجم لنا الأهداف الثلاثة التي لعبت بجمل تكتيكية ولا أروع.
فالهدف الأول جاء عن طريق أربع مناولات أرجنتينية متقنة على جهة اليمين للدفاع الكوستاريكي انتهت بكرة هوائية تجاه منطقة الجزاء عن طريق الظهير زابالاتا ليحولها دي ماريا برأسه قبل أن يقطعها المدافع أكوستا ليسددها هيجوين المتراجع إلى الخلف بكل قوة ويحاول الحارس أنقذها بقدمه قبل إن يجهز عليه الخطير اجويرو محرزا الهدف الأول.
إما طريقة تسجيل الهدفين الثاني والثالث فإن عملية التحضير لهما وتسجيلهما متشابهة جداً من حيث طريق الصناعة فالهدف الثاني جاء عن طريق حالة هجوم( 4 ضد 5) عندما اغفل الدفاع الكوستاريكي مراقبة ميسي الذي امتلك خيار لعب مثالي إلى هيجوين على اليمين لكنه مرر كرة بينية بمنتهى الروعة إلى المنطلق من الخلف اجويرو الذي أودعها على يسار الحارس(موريرا)، أما سيناريو الهدف الثالث فقد جاء بذات السياق عندما تم تمرير كرة من الوسط إلى دي ماريا غير المراقب والمنطلق من خلف المدافعين نحو الفراغ الناجم في جهة اليسار ليسدل الستار على هذه المباراة بنتيجة 3 صفر وليتأهل ملوك التانجو برفقة كولومبيا إلى الدور القادم.
بيد إن أهمية هذا الفوز كونه جاء تتويجا للمستوى الفني الرائع والفكر التدريبي المتطور لسيرجيو باتيستا والذي بدد مخاوف الجماهير الأرجنتينية التي كادت تفقد ثقتها بمنتخب بلادها لو تلك صحوة الفنية المتأخرة والتي بها يكون قد دخلوا بقوة إلى أجواء البطولة ومناخ المنافسة الحقيقة مع باقي المنتخبات الطامحة بكأس القارة الأغلى.