الشهر لفظ مشتق من الاشتهار والشهرة. وهو الظهور. وسُمي الشهر شهرا لشهرة أمره بحيث لا يتعذر علمه علي أحد. ولكونه ميقاتا للعبادات والمعاملات. فصار مشتهرا بين الناس. ويقال إن كلمة شهر مأخوذة من الإعلان والإعلام والإظهار. ومازلنا نستعملها أيضا في الصفقات فنقول: الشهر العقاري "أي الإعلان بوجود صفقة حتي لا يتأتي بعد ذلك وجود صفقة علي صفقة". وقد سُميت الفترة الزمنية شهرا لأن لها علامة تظهرها.
إن الشمس لا نستطيع أن نعرف بها الشهر. وإنما هي سمة لتحديد اليوم.. فاليوم من مشرق الشمس إلي المشرق التالي.. وهذا يوم له ليل ونهار... والشمس ليست فيها علامة مميزة سطحية ظاهرة بحيث يفهمها الإنسان.. إنما الهلال يأتي في أول الشهر بعد المحاق يبدو ويظهر... إذن. فهنا علامة ميزت وجود الشهر... فالهلال. إذن. جاء لتمييز الشهر... والشمس جاءت لتمييز اليوم "1".
أما رمضان فلفظ مشتق من الرمض. أي شدة حر الشمس. يقول الزمخشري "في "الكشاف"": لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي وقعت فيها. فوافق هذا الشهر أيام الرمض. أو الحر الشديد. فسُمي: رمضان... فرمضان مأخوذ. إذن. من الحر والقيظ الشديد.. وكأن الناس حينما جاءوا ليضعوا أسماء للشهور صادف ذلك في رمضان كان في وقت الحر "كما أن ربيع أول وربيع ثان كانا في وقت الربيع". وكأنهم لاحظوا الأوصاف في الشهور ساعة التسمية. ثم دار الزمن الخاص العربي "الهلالي" في الزمن العام "الشمسي" فجاء رمضان في برد وجاء في خريف.. لكن ساعة التسمية كان في الحرّ.. إذن التسمية في رمضان لوحظ فيها وقت إطلاق التسمية.. "2".
وقد سُمي رمضان بهذا الاسم. أيضا. لإرماض. أي لإحراق. الذنوب بحرّ الطاعات... وقد تكون التسمية من مصدر سلوكي عند العرب. فقد كانوا يرمضون. أي يشحذون. أسلحتهم بين الحجارة خلال شهر رمضان استعدادا للحرب في شوال قبل أن تبدأ الأشهر الحرم "التي يحرم فيها القتال"...
وعموماً. فإن اسم شهر رمضان كما يقول القرطبي "في تفسيره "الجامع لأحكام القرآن"" جاء من رمض الصائم. أي حرّ جوفه من شدة العطش التي يحدثها الصوم. أي الامتناع عن الطعام والشراب... ومن المعروف أن شهر رمضان هو الشهر التاسع في السنة الهجرية...
وقال أهل الإشارة في حروف الاسم " رمضان ": الراء: رحمة. الميم: مغفرة. الضاد: ضمان من الله لعباده بجنة عرضها السماوات والأرض. الألف: أمان من النار. النون: نور من الله يسطع للخلق. فينور قلب المؤمن بنور الله....