أهنئك، لأن الحب في داخل قلبك.. فالحب أسمى وأنبل المشاعر، والأحاسيس.
أحترمك، لأن الحب هو حياتك، فحياة الحب، بناء، وصفاء، وإيجابية.
أقدّرك، لأن الحب عندك هو الركن الأساسي والحيوي في تعاملاتك، وتوجهاتك في الدنيا.. وبالتالي، فإنك تتمتع بالصحة النفسية، والجسدية، والعاطفية.
أحييك، لأنك بالحب سعيد، ومتفائل.. فإن المحبين يكونون دائماً سعداء بمشاعرهــم، وبأحاسيسهــم، وبحالتهــم. كما يكونون متفائلين بأن الغد أفضل وأجمل.موجود.. موجود:
وللحق فكلنـا، كبشــر نحتــاج أن نأخذ بأسلوب الحب، اليوم، أكثر من أي وقت مضى.. وبخاصة أن الحب ليس ضرباً من الخيال.. بل هو واقع.. بل هو موجود دوماً.
نعم إن الحب موجود، وبقوة، في حياة الإنسان، منذ اللحظة التي يفتح فيها عينيه على الدنيا.. فإن الحب الأول يبدأ مع بداية الوعي عنــد الطفل. وأول حب في حياة كل منا هو حبه لأمه وتعلقه بها.. ثم يتحول بحبه إلى الأسرة كلها، أو إلى العائلة، التي يجتمع أفرادها في رباط غير مرئي، لكنه محسوس ومعلن.
فالأم والأب يمنحـان أولادهمــا الكثيــر مــن نبــع حنانهما الــذي لا يعوض، ولا يُحدّ، وذلك بدون مقابل ولا شرط، ولا حتى كلمة شكر.
وتحت مظلة الأسرة، يتعلم الإنسان، أول درس في الحب المتسربل بالعطاء، وبلا غرض، فيفرح الشخص بتفوق أخته، ويشارك في حل مشكلات أخيه، ويستمتع بالسعادة التي ترفرف بجناحيها على أفراد الأسرة كلها، رغم كل المتاعب اليومية. وحتى إن غادرهم واحد منهم، فإن لقاءات المناسبات، تجدد العواطف، واتصالات القلوب لا تنقطع.. ويستمر بينهم الحب الأسري، وهو أسمى أنواع الحب، بحلاوته الأبدية. ومع المدرسة، والخروج إلى المجتمع، تمتد عروق الحب إلى دنيا الوطن، والمجتمع، والبشرية جمعاء، لكي تستمر عروق الحب في تغذية الحياة كلها بأشكاله العديدة، لتغمرها بهجة، وتفاؤلاً، وسلاماً.
فما هو الحب؟
إذا أردت أن تعرف الحب، فاعرف نفسك أولاً.
هذا هو رأي المتخصصين في علم النفس، إذ يقولون لك إن أول درس في الحب، هو أن تدرس نفسك أنت، وأن تتعرف عليها، وأن تدرك أبعاد إمكانياتك، وقدراتك، وأن تعيش لذاتك.. وباختصار، أن تعرف من أنت؟
ولكي تتعلم كيف تحب حباً حقيقياً، عليك أن تعرف أن هناك طاقة هائلة كامنة داخل كل إنسان، وأنه يجب أن تكون لديك الرغبة الهائلة في أن تكون ما يجب أن تكون عليه..
فإذا فهمت الأبعاد الحقيقية لشخصيتك، وقدراتك، وطاقتك في العمل، والإبداع، والخلق، والابتكار، والتطور، فإنك تكون قد وضعت قدمك على أول خطوة على طريق النجاح.. والنجاح يزيد الشخصية تألقاً وبريقاً، ويصل بك إلى سلّم الرقي، والعطاء للمجتمع الذي تعيش فيه.
والحب، هو الذي يدفع للنمو، والنجاح، وتحقيق الذات.
فاعرف نفسك أولاً.
هل يمكنك أن تعيش بدون حب؟
نعم، يمكنك أن تعيش بدون حب، لو أنك عشت فوق جزيرة مهجورة طوال حياتك..
ولكنك تعيش فعلياً وسط أسرة ومجتمع، ولذلك فلا يمكنك أن تعيش بدون حب.. حتى لو أنك لم تقع في حب عاطفي لشخص من الجنس الآخر، فإنك سوف تحب عملك، ونجاحك، وإبداعاتك في الحياة، وتألقك المهني، وأبناءك، وشريك حياتك، وخدماتك الإنسانية. فلا غنى عن الحب.فالحب جميل:
ويتركز جمال الحب في أن الإنسان عندما يحب، فإنه يحب كل الدنيا، بإناسها، وسمائها، وأرضها، وطيورها، وكائناتها.
فالإنسان المحب، يحب كل من حوله، وكل ما حوله، حتى ليحوط، ويحتضن الدنيا بأسرها، بمتاعبها، وبمشكلاتها التي لا تنتهي.
والحب جميل، لأنه ينزع فتيل الحقد، والحسد، والكراهية من القلوب، فتصير القلوب أوعية مثمرة للود، والمحبة، الدافئة، والرحمة، والتسامح، والوداعة.
الحب، يبدأ بأن تحب نفسك،ثم يمكنك أن تتحمل مسئولية أن تحب الجميع، وأن تعلّم الجميع الحب، فتشعر أنك تعيش في حالة حب، وأنك قادر على أن تعطي الحب للآخرين، وفي نفس الوقت، تنمو أنت مع الحب.
فعندما تحب، فإنك تشارك الآخر همومه، ومشكلاته، واهتماماته.. وعندئذ يصبح الحب كياناً مشتركاً وحباً شاملاً.الحب هو الحياة:
لقد ثبت، بالبراهين العلمية، والعملية، أن علاج كل متاعب الحياة، وهموم الإنسان يتلخص في طوق نجاة واحد، وهو الحب.
فالحب عند المتخصصين هو كل الحياة.
والحب هو أكبر تجربة في حياة الإنسان.
فالحب هو هبة من الخالق الأعظم، وجزء من رحمته على البشر. والحب يولد مع الإنسان.الحب قوة:
إن الحب في هذا الزمان الذي نعيشه، يتطلب تماسكاً وقوة في شخصية المحب، فلقد اهتزَ الكثير من القيم الإنسانية.. فعلى الإنسان المحب أن يستجمع قواه الداخلية والروحية في مواجهة هذا الواقع المؤلم.
على الإنسان المحب أن يتأكد أن الخلاص الحقيقي للمحب الحقيقي هو أن يهب نفسه للمحبوب، كما فعل غاندي بدعوته للحرية بغير عنف، وكما فعلت الأم تريزا مع الفقراء.
على المحب أن يقاوم سلبيات الحياة، وتناقضاتهــا، ليصبح الحب عنده قوة، لا ضعفاً.
الحب.. عطاء:
الحب عطاء متبادل، وليس أخذاً فقط.
الحب يبقى بعطائه ممتلئاً، ولا يتمنى إلا أن يصير الآخر ممتلئاً أيضاً. والعطاء المجاني يثير الرغبة في العطاء المجاني عند الآخر. وهكذا يكون أمام علاقة حب، يحافظ كل واحد فيها على ذاته المختلفة، والمستقلة، والمعطاءه والحرة.
إننا لا نعطي الحب ذاته، لكننا نشارك فيه الآخرين.. وأي شيء نشارك فيه الآخرين، لا نفقده أبداً.. بل نستثمره.
ومشاركة الآخرين، هي في الحقيقة كبرى المعجزات.
وليكن حبك قوياً راسخاً
في محاولة طريفة للاستفادة من الكلمات المأثورة، بتطبيقها كأعمدة راسخة يتأسس عليها الحب. قال الخبراء النفسيون:
أولاً: فاقد الشيء لا يعطيه:
فلكي تعطي الحب، لابد لك من أن تعيش في الحب.
ثانياً: الإنسان لا يستطيع أن يعلّم غيره ما لا يفهمه:فلكي نعلّم الآخرين الحب، لابد من أن نفهم نحن أولاً، «ما هو الحب؟»ثالثاً: الإنسان لا يقدّر ما لا يدركه:
ولكي تدرك كنه الحب، لابد من أن تتقبل الحب.
رابعاً: الإنسان لا يشك فيما يريد أن يثق فيه:
فلكي تثق في الحب، لابد من أن تقتنع به أولاً. خامساً: الإنسان لا يعترف بما لا يخضع له: فلكي تخضع للحب لابد من أن تكون مطيعاً ومسالماً أمامه.
سادساً: الإنسان لا يعيش ما لا يهب نفسه له:
لكي تهب نفسك للحب، لابد من أن تنمو طوال الوقت مع الحب
مع تحياتي