إلى جانب الأحداث الكبيرة والعظيمة التي شكلت ملامح العام 2009، كانت هناك احداث أخرى يمكن أن توصف بالهامشية، أو بالسطحية، وحتى بالسخيفة، وهذه الأحداث تحولت إلى مادة خبرية لفتت الانظار اليها، مثلها مثل الأحداث الجسيمة، فحظيت هي الأخرى باهتمام إعلامي واسع، وشغلت حيزاً من مساحات النشر الورقي أو البث الفضائي أو مواقع الانترنت.

تتعلق هذه الأحداث بزوايا مختلفة من نواحي الحياة، بعضها عن شخصيات شهيرة، وأخرى دخلت - على الرغم من سطحيتها -موسوعة غينيس، ومنها ما يتعلق بالحياة الزوجية في اتصالها وانفصالها.. وهناك أحداث تؤكد حقيقة أن العالم فقد عقله.. فعلاً!

طلاق مجنون

نبدأ بعرض بعض الأحداث التي أدت إلى الطلاق بين الأزواج، وهي إما أنها أحداث تدعو إلى السخرية أو إلى الإستغراب.

تحجج زوج أميركي يدعى ستانلي هيلتون بضجيج مطار فرانسيسكو المجاور له، لينفصل عن زوجته!

فقد رفع الزوج دعوى أمام المحكمة يطالب فيها بمبلغ ضخم من القائمين على المطار، كتعويض عن الضرر الذي أصابه، وأدى إلى طلاقه عن زوجته، معتبراً أنه «عندما تقلع الطائرات يسمع المرء أصواتاً تشبه انفجار القنابل»، مما أدى إلى تدهور علاقته بزوجته. فقد بدأت هذه العلاقة في التراجع إلى درجة أن الزوجة تركته بعد زيجة استمرت 13 عاماً.

أما أحد الازواج السعوديين، فكان لديه سبب آخر للطلاق، حيث لم يحتمل مزحة زوجته التي أرادت عمل مفاجأة سعيدة له في الذكرى الثانية لزواجهما، عبر الاختراع المنتشر اليوم الذي أطلق عليه «غشاء البكارة الصيني»، وكان قصد المسكينة أن تعيد إليه بهجة الليلة الأولى من هذا الزواج، لكن رياح «المسكينة» سارت بما لا تشتهي سفن زوجها، فساورته شكوك بأن زوجته ربما استخدمت غشاء صناعياً أيضاً في ليلة الدخلة.. فطلقها.

وفي شمال شرق ماليزيا، وتحديداً في ولاية تيرينجانو، تبين أن أبرز أسباب الطلاق هي رائحة الجسد وثياب النوم المملة والرتابة. وقالت وسائل الاعلام إن الحكومة تبحث عن طرق مبتكرة لإنعاش حياة الأزواج، منها دعوة شركات مستحضرات التجميل إلى تقديم عطور جديدة تقرب الأزواج والزوجات.

وتعتزم الحكومة أيضاً فتح محال للزينة للأزواج والزوجات، فضلاً عن تعيين مستشارين للشؤون الزوجية لتقديم النصائح للأزواج حول ملابس النوم التي يجب ارتداؤها داخل المنزل. والأهم من ذلك أنها ستدفع للأزواج الذين صاروا على حافة الانفصال تكاليف شهر عسل آخر في إطار جهودها للحفاظ على استمرار زواجهم.

في أماكن أخرى من العالم أصبحوا يدلعون الطلاق، فقد ابتكرت خبازة بريطانية تدعى فاي ميلار، انتاج وتسويق كعكات ذات تصاميم تلبي غضب الأزواج الراغبين في الاحتفال بوصولهم إلى مرحلة الطلاق. فهناك كعكة تجسد زوجة وهي تطيح بزوجها بركلة تعبيراً عن التخلص منه، واخرى كعكتان متقابلتان، واحدة يقف عليها الزوج وأخرى تقف عليها الزوجة، وكلاهما يحمل بندقية مصوبة تجاه الآخر.

ولأن مباراة المنتخب المصري والجزائري تعدت حدودها الرياضية، فقد أدت إلى إفساد حياة زوجين، الزوجة مصرية والزوج جزائري.. حيث هجرت الزوجة منزل الزوجية بعد ان احتدم النقاش بينها وبين زوجها حول من يستحق الفوز بمباراة منتخبي بلديهما. واشتكى الزوج بأن زوجته تركت المنزل مصطحبة معها ابنها إلى جهة مجهولة بعد أن احتدم النقاش بينهما حول المباراة.

وليست الرياضة دائماً هي المسببة بالخلافات الزوجية، فالتلفزيون أيضاً يمكن أن يكون له دور كذلك، فقد حصلت امرأة هندية على الطلاق من زوجها بعد أن أهانها ومنعها من مشاهدة بعض المسلسلات التي تتعرض لمشاكل الأسرة، وعاقبها بأن امتنع عن ممارسة الجنس معها. وكان الزوج في شجار مع الزوجة بشكل يومي بسبب مشاهدتها للبرامج التي تختارها، خصوصا تلك التي تتعرض لمشاكل المرأة مع خادمتها.

وهناك عريس يمني «باعها من أولها»، حين طلق زوجته في ليلة الزفاف لأنها قالت عنه إنه "بخيل"، وذلك لرفضه دفع ما يطلق عليه في اليمن «حق الفتشة». وجاء في وسائل الاعلام أن العريس حينما دخل إلى الغرفة وأراد رفع الخمار عن وجه عروسه رفضت العروس ذلك حتى يدفع لها مبلغ 20 ألف ريال يمني، غير أن العريس رفض دفع فلس واحد.. وفضل الطلاق.

تابوت للزواج.. وللترف

هناك من يتهيب من الزواج فيعد العدة له مسبقاً، وهو ما أقدم عليه العريس البريطاني بات فينست الذي حضر إلى زفافه في تابوت. فقد تفاجأ المدعوون بالعريس وقد حضر إلى مراسم زواجه محمولاً داخل تابوت خشبي، ونزل منه إلى حين انتهاء المراسم، ثم عاد وجلس فيه ونقل في قطار إلى مكان الحفل في منطقة أخرى.

ونبقى للحظات في عالم التوابيت، فقد قررت أكبر سلسلة متاجر بيع بالتجزئة في العالم خدمة زبائنها بعد موتهم وذلك ببيع توابيت، والأسعار تبدأ من 895 دولاراً. وهناك تصاميم حسب ذوق الذي سيقيم فيه، مثلا التابوت المخصص للنساء يتميز بالقماش الزهري. و«للأموات» الكسالى فإن المتجر لديه أيضاً خدمة «الديلفري» حيث يتسلم صاحب الطلب - ان اعطاه الله عمراً - تابوته خلال 48 ساعة.

اما الفرنسية ماغالي جاسكيويكز فتعاملت مع الأزواج الميتين بطريقة اكثر واقعية، حيث تزوجت خطيبها بعد سنة تقريباً على وفاته. فتقدمت بطلب تزويجها من جونوثان جورج، وذلك إثر وفاته في حادث سيارة بعد يومين من طلبه يدها للزواج. وامام دهشة الحضور - الذين احتاروا هل يهنئون ام يعزون - ارتدت العروس ثوب زفاف ووقفت قرب صورة خطيبها الراحل خلال حفل الزفاف.

صرعات غينيس

حتى الحالات التي دخلت موسوعة غينيس عام 2009 كانت مدعاة للسخرية، فلم يكن سبب الدخول علمياً ولا طبياً، إنما صرعات.

دخل مدير سابق لأحد أفرع بنك باركليز البريطاني في موسوعة غينيس باعتبار أن عدد الثقوب في جلده هو الأكثر على مستوى العالم. الرجل الذي يدعى جون لينش وصل عدد تلك الثقوب في شتى أرجاء بدنه الى 241 ثقباً، منها 150 ثقباً على وجهه ورقبته وأماكن أخرى.

أما العرب فقد كان دخولهم إلى غينيس بانجازا بطولات في اللبس والطبخ، حيث فتحت موسوعة غينيس أبوابها لمصمم ازياء تونسي أنجز أطول سروال في العالم طوله 50 متراً وعرضه 36 متراً.

وليس بعيدا عن هذه الاهتمامات، دخل مغربي غينيس بطبق «الطنجية» أشهر طبق بمراكش، بلغ طوله متران وتطلب 75 كيلوغراماً من الطين، واستغرق صنعه 20 يوماً من العمل المتواصل ليسع لحوم عجلين سمينين يزنان 420 كيلوغراماً شارك في تناولها أكثر من 1200 شخصاً.

وكانت موسوعة غينيس على موعد آخر مع الأكل العربي،حيث سجل 250 طباخاً لبنانياً رقماً قياسياً من خلال إعداد أكبر صحن حمص صنعوه باستخدام أكثر من طنّين من الحمص. وتم خلط الحمص مع 400 لتر من عصير الليمون الحامض، بالإضافة إلى الملح والطحينة والثوم في طبق عملاق.

ويبدو أن ما سبق ذكره عن غينيس في هذه الأسطر، أهون بكثير من محاولة الأميركي شون مورفي دخول موسوعة غينيس بتحقيقه رقماً عالمياً - مقززاً - من خلال وضع أكبر عدد من الصراصير في فمه. ونقلت وسائل الاعلام عن شون مورفي، انه سيعمل على إبقاء 16 صرصاراً حياً في فمه طوال 10 ثوان، محطماً الرقم القياسي الذي حققه رجل آخر تمكن من وضع 11 صرصاراً في فمه.

حيوانات لها وضعها

في الاعوام الفائتة سمعنا عن إبل وطيور وتيوس تباع بأسعار خيالية، لكن لم يكن للخراف القيمة نفسها، إلى أن جاء عام 2009 فأنصفها، حيث بيع خروف في محافظة الطائف، غرب السعودية، بمبلغ تجاوز 100 ألف ريال.

وفي اسكتلندا بيع كبش بحوالي 377 ألف دولار أميركي.

أما ميسي- وهذا اسم بقرة في كندا - فبيعت في مزاد علني بمدينة تورنتو الكندية مقابل 1.2 مليون دولار، ويبلغ عمرها ثلاث سنوات.

عندما يجوع الناس

ثمة إبن روسي عاق أقدم على قتل أمه والتهام أجزاء من جسمها إثر رفضها اعطاءه راتبها التقاعدي لإنفاقه على الكحول. والغريب أن القاضي أصدر حكماً مخففاً على الجاني، بحجة أن الإبن كان جائعاً!

ويبدو أن روسيا «تأكل بعضها» بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، فقد أقدم ثلاثة رجال مشردين في مدينة بيرم الواقعة شرقي موسكو، على قتل رجل والتهام جزء من جثته قبل أن يبيعوا ما تبقى منها إلى مطعم كباب!

ملكات الجمال.. أنواع

ملكات جمال 2009 أشكال وانواع.. بداية الجمال لا يصمد امام الحب.. هذا ما أكده خبر تنافس- واقتتال- ملكتي جمال على رجل (يعني من قلتهم)؟. ووصل الأمر إلى أن تتخلى ملكة جمال انكلترا رايتشل كريستي عن لقبها بسبب ذلك، فقد تم اعتقالها على خلفية اعتدائها على ملكة جمال أخرى، حيث وجهت صفعات متكررة لملكة جمال مدينة مانشستر، سارا بيفرلي جونز. وأفادت وسائل الاعلام بأن الإمرأتين تشاجرتا على رجل يدعى ديفيد مسينتوش.

وأصدرت منظمة ملكة جمال انكلترا بياناً جاء فيه: قررت رايتشل كريستي الانسحاب من مسابقة ملكة جمال العالم والتنازل عن تاج ملكة جمال انكلترا.

وفي عالم الجمال الكثير من الاشياء السطحية، فحين ملّ طبيب تجميل ألماني من شكل زوجته، أجرى لها ثماني عمليات تجميل حتى يحولها الى فتاة أحلامه. وذكرت وسائل الاعلام أن طبيب التجميل ريزا فوسو كره جسد زوجته كاني، غير انه وجد فيها احتمالات قابلة للتحسين. وأجرى لها 8 عمليات تجميل لتغيير مقاسات في جسمها وشكل عينيها. وحقن فوسو 1600 غرام من السليكون في جسد زوجته خلال خمس سنوات، كما كبّر شفتيها ورفع جبينها.. وغير ذلك. واعترف الطبيب أنه لم يقع بحب زوجته الا بعد اجراء عمليات. المفارقة أن الزوجة بعد العمليات غيرت فوراً عملها من نادلة الى عارضة أزياء.

وهناك أيضاً مسابقة ملكات الجمال اللواتي خضعن لعمليات تجميل، وقد جرت في العاصمة المجرية بودابست، حيث تنافست أكثر من 87 امرأة لتصفية ملكة جمال عمليات التجميل.

ووفقاً للشروط الأساسية للمسابقة، فإن المتنافسات يجب أن يكن خضعن لعمليات كبيرة تمت تحت تأثير مخدر وبتدخل مشرط جراح متخصص، وليس مجرد حقن كولاجين لتضخيم شفاه أو حقن بوتكس مؤقتة لإزالة تجاعيد.

والجمال ليس حكراً على زوجات أطباء التجميل ولا على ملكات الجمال المرفهات، حيث كسرت بلجيكا هذا الاحتكار، إذ أجرت للمرة الأولى مسابقة لاختيار ملكة جمال المشردات، وفازت فيها البلجيكية المشردة تريز فان بال وعمرها 58 عاماً، بعد منافسة شديدة مع تسع مشردات أخريات. وقالت وسائل الاعلام إن جائزة هذه المسابقة مسكن يأوي «الملكة» المتشردة من غدر الشوارع.

مَخرج للمفلسين

حين يصبح الجسد هو رأس المال، ومصدر الدخل، يكون العالم لاإنسانياً.. ومهماً درت هذه «التجارة» من أرباح تظل تجارة خاسرة.

فقد كشفت عالمة بريطانية في مجال أمراض السرطان تحمل درجة الدكتوراه أنها هي نفسها بائعة الهوى الشهيرة التي عرفت بلقب «جميلة النهار».

وقالت بروك انها اقتحمت عالم البغاء للتمكن من إعالة نفسها لدى انتقالها الى العاصمة لندن أثناء أطروحتها للدكتوراه، حيث أدركت بأنها لا تتورع عن ممارسة الجنس لقاء المال.

وفي مأزق مادي آخر وافقت مغنية البوب الأسترالية المقيمة في بريطانيا داني مينوغ على التعري في مجلة «بلاي بوي» بسبب تراكم ديونها التي وصلت إلى 245 ألف دولار، وعدم تمكنها حتى من تسديد بدل إيجار منزلها. فقررت التعري على صفحات المجلة لتتمكن من سداد ديونها الكبيرة.

حتى الحواجب بإمكانها أن تجلب المال. فقد سمح عجوز أميركي يبلغ من العمر 70 عاماً لعدد من الأشخاص بأن يتناوبوا على حلاقة شعر حاجبيه الأشعثين نظير دفع مبالغ مالية، لكن هذه المرة لمصلحة أعمال خيرية. العجوز ساي بورغر يعاني من كثافة وطول شعر حاجبيه حيث كان متوسط طول الشعر يصل إلى نحو 8 سنتيمترات. وجمع بورغر مبلغ 1600 دولار أميركي بعد أن تناوب 16 شخصاً على حلاقة حاجبيه.

الله عليك يا صاحبى

ميرسي