عاشوراء يوم عظيم يحدثك
عاشوراء يوم عزة وتمكين، يوم مغفرة وتطهير، يوم شكر وتحدث بالنعم.
ما أعظم معانيه! وما أجل عظاته!..
لك فيه أيها المؤمن وقفات لا ينقطع نفعها، ورؤى تقر بها العين أفسح ما تكون رحابة وسعة..
●° °●●° °●●° °●●° °●●° °
أولاً: هذا اليوم يحدثك.. أن العاقبة لمن اتقى، وأن نصر الله تعالى لأوليائه قريب،
وأن الكافر وإن غرّته مهلة الزمان، وركن إلى قوة رأى بها أنه الأغلب والأظهر فقال
"من أشد منا قوة" فإن أمره إلى بوار، وقوته إلى صغار،
ففرعون رأى في قوته وملكه ما دعاه أن ينادي ويقول "أنا ربكم الأعلى"،
فإذا عاقبة لم يحسب لها حسابًا صار بها أسفل ما يكون أرضًا،
وما استطاع أن يعلو حتى على الماء الذي تعلوه أضعف الكائنات خلقة..
فيوم عاشوراء دليل على تنوع النصر بالنسبة للمسلمين، فقد لا يكون النصر
على الأعداء بهزيمتهم والغنيمة منهم،
بل أحيانًا يكون النصر عليهم بهلاكهم وكفاية المسلمين شرّهم كما حدث مع
موسى عليه السلام،
وكما حدث مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الخندق.
●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●°
ثانيًا: هذا اليوم يحدثك.. أن النعم حين لا يقارنها الشكر فهي مهددة بالزوال،
فبالشكر تدوم النعم وتزيد،
فلما كانت النجاة لموسى -عليه وعلى نبينا الصلاة
والسلام- في هذا اليوم، سارع بالشكر والتحدث بالنعمة بأن صام ذلك اليوم لله
تعالى؛
ولذلك أيضًا صامه نبينا صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه
فكانت نجاة موسى -عليه الصلاة والسلام- وقومه من فرعون.. منَّة كبرى
أعقبها موسى بصيام ذلك اليوم، فكان بذلك وغيره من العبادات شاكرًا لله
تعالى؛ إذ العمل الصالح شكر لله كبير،
فالشكر يكون بالفعل كما هو بالقول حتى عند الأمم السابقة، فقد صامه موسى
عليه السلام شكرًا لربه سبحانه، وهذا منهج الأنبياء كما فعل داود عليه السلام
وختامًا بالنبي صلى الله عليه وسلم في صلاته بالليل، فلما سُئل عنها قال:
"أفلا أكون عبدًا شكورًا" متفق عليه.
●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●°
ثالثا: هذا اليوم يحدثك.. أنك من أمة لها من المكانة أسماها،
فكان على أفرادها اجتناب التشبه بغيرها إبقاء للتميز وحفاظًا على سمو
المكانة؛
ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمخالفة اليهود في صيام هذا اليوم بأن
يُصام التاسع معه،
فقد روى مسلم من حديث عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ" قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●°
رابعا: هذا اليوم يحدثك.. بأنه يوم صوم له من فضائل الصوم العامة التي لا
تغيب عنك، وأخرى تحبها النفس فصيامه يكفِّر ما مضى من أيام عامك
الماضي، وأنت قريب عهد بها ولا تدري كم من مثقال قد كتب عليك!
وكم من ذنب فعلت!.
فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام عاشوراء فقال: "يكفر السنة الماضية" رواه مسلم، قال البيهقي: وهذا فيمن صادف صومه وله سيئات يحتاج إلى ما يكفِّرها؛ فإن صادف صومه وقد كُفِّرت سيئاته بغيره انقلبت زيادة في درجاته.
●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●°
خامسا: هذا اليوم هو العاشر من أيام عامك الجديد تبدأ معها مرحلة من مراحل
حياتك وأنت لا تدري متى ينقضي أجلك فيها،
فلتكن بداية طريقك دائمًا المسارعة في الخيرات والمبادرة إليها،
واجعل حياتك قربات تتطلع بها إلى رضوان مولاك ومنازله العلا.. جعلني الله وإياك من أهل طاعته ورضوانه
●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●°
ملحوظة يومي التاسع والعاشر من المحرم
سيكونا ان شاء الله غدا السبت وبعد غد الأحد 26و27 ديسمبر
●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●° °●●°
--------------------